كريم شريف الكشتمناوى نوبي ذهبي
عدد المساهمات : 176 تاريخ التسجيل : 28/07/2009
| موضوع: النوبة.. مسألة ثقافية وليست عرقية !!!!!!! الأربعاء مارس 17, 2010 5:16 pm | |
| النوبة.. مسألة ثقافية وليست عرقية |
<TABLE style="WIDTH: 100%">
<TR> <td style="WIDTH: 3%; HEIGHT: 51px" vAlign=top align=right></TD> <td style="WIDTH: 100%; HEIGHT: 51px" vAlign=top align=right> ابتلينا بحكومات تشعل المسائل لتصل بها الي حد القضايا، ثم تتركها تتفاقم متورمة فتصل الي حد الازمة، وتتدخل مؤسسة الفساد الكبري بالاستغلال البشع لتتفجر الازمة وتحدث كارثة تنال من مستقبل مصر وتؤثر سلبياً في أمنها القومي، وهكذا الأمر في مسائل البدو والنوبة خاصة. ونظام الحكم في مصر من منتصف القرن العشرين تسبب في قضية نوبية، اخذت في الاشتعال في بدايات القرن الحالي، لذا المطلوب من العقول المصرية التدخل بتفكيرها العلمي العملي لتجنب مصر جرحاً كارثياً، والغريب أن القضية النوبية حلها بسيط سهل لدرجة الدهشة، فما هو مطلب النوبيين الاساسي والذي يجتمع اغلب النوبيين حوله؟ المطلب هو اولوية العودة الي المواطن النوبي لمن يرغب من النوبيين، تماما مثلما حدث مع مهجري قناة السويس، عاد منهم من عاد اولا، ثم المكان مفتوح لكافة مواطني مصر، فهل هذا المطلب النوبي معجز حتي تعقده حكوماتنا؟ في الستينيات من القرن السابق، كانت السياسة وقتها تذويب الأقلية النوبية، فقرروا تهجيرهم بعيداً عن موطنهم، وعليه تم رفض تصعيد النوبيين لأعلي منسوب متوقع لمياه البحيرة، مثلما تم رفع المعابد النوبية حسب الاتفاق مع اليونسكو، الذي رأي تصعيد المعابد والقري في نفس المنطقة النوبية، حسبما كتب وزير الثقافة وقتها الدكتور ثروت عكاشة في كتابه "مذكراتي في السياسة والثقافة"، والآن لم يعد هذا السبب هو الوحيد، فقد انضم له مطمع جد خطير، التفتت مؤسسة الفساد الكبري في مصر الي آلاف آلاف الافدنة الخصبة في النوبة، فبعدما ابتلعت معظم الاراضي المتاخمة للطرق السريعة في مصر، وقبلها تم الاستيلاء علي الشاطئ الشمالي الغربي، تتطلع مافيا الاراضي لابتلاع النوبة بأبخس الاسعار، ثم التصرف فيها بيعا واستغلالا سيئا لتحصل علي المليارات ولا يهمها حقوق اهالي المنطقة، ولا تأبه بأنهم بذلك يبذرون ألغاما سوف تنفجر في مستقبل مصر وتؤذي امنها القومي، ومجابهة تلك المافيا، هي مجابهة لصالح عموم مصر التي تحوي النوبة مثلما تحوي بقية ارجاء الوطن. النوبيون ابتلعوا بأربعة تهجيرات بدأت عام 1902 عام بناء خزان اسوان ثم تعليته ثم تهجير السد العالي، تهجيرات زلزلت منظومتهم المعيشية وتكاد ان تطيح بهم تماما، النوبيون متألمون، فحجة تهجيرهم من الحدود هي الشك في وطنيتهم المصرية! وهذا الشك اهانة مؤلمة انسانيا ووطنيا، والغريب انه وحتي الآن لم يحدث ان خان نوبي وطنه الكبير مصر! لكن السادة واضعي خطط الامن القومي يتشككون في وطنيتنا!! ولنحكم علي عقولهم التي تشككت فينا، لنا ان نري حال مصر الآن ومدي تدهور امنها القومي الذي صار كالمنخل المستهلك. قضيتنا ليست عرقية كما يدعي علينا البعض، فما نحن الا نتاج تداخل سلالي مشهود، فمن يقول ان النوبيين عرق صافٍ فقد اخطأ مرتين، فمرة اساسية يؤكد العلم ان كل العرقيات متداخلة ولا توجد عرقية مغلقة سوي استثناءات نادرة في بعض القبائل الضئيلة، والنوبة نالت الكثير من التحركات المدنية والحربية، وكانت مملكة في وقت ما فأثرت وتأثرت وأعطت وأخذت، ولا يمكن لمنطقة كهذه ان تكون مغلقة تماما في أي مساحة من تاريخها، ومن يرَ سمات النوبيين يلحظ فورا انها متباينة وإن غلبت عليها صفات ما، فالناشطة النوبية منال الطيبي مثلاً هي نتاج تداخل عرقي جنوبي شمالي، وأنا من قبيلة المراداب ورأسها هي مراد حفيد الشيخ عبدالجليل الصعيدي، ومقامه متواجد حتي الآن في مدينة إسنا، ويقال انه التي من الجزيرة العربية! وأخوالي عائلة جراكوسة، اي جراكسة، ومن اشهر المطربين عندنا الفنان فكري الكاشف ومن اسمه وسماته ايضا يتضح انه من اصل تركي، ومعنا في جماعة المبادرين المهندس طارق أغا، ومن اسمه يتضح ان له أصولا بعيدة، والمثقف النوبي المصري خليل كلفت، واسم كلفت وجدته اسما مملوكيا مسطرا عند ابن اياس، وفينا الاديب ابراهيم فهمي رحمه الله، وهو صعيدي أتي طفلاً الي النوبة فتنوب وكتب عن النوبة كل جميل، وفينا سلالات شهيرة باسم المجراب وبذرجاناب وقائمقاب "جدها الكبير التركي برتبة قائمقام" والشاويشاب "جدها الكبير التركي برتبة شاويش"، وايضا معروف لنا التداخل العرقي العربي في قبائل الكنوز، بل إن لنا خمس قري عربية صرفة ولا تتحدث النوبية! نصل الي ما اريد توضيحه.. لسنا ننادي بعرقية عنصرية، بل نناشد كل مصر للعمل معنا محافظة علي ثقافة نوبية فرعية، هي نتاج تدفق جداول متنوعة عدة علي النهر النوبي، والجداول لم تؤذ النهر النوبي بل أضافت له، والثقافة النوبية الفرعية بدورها جدول يصب في النهار المصري عامة، والجداول التي تصب في النهر المصري لا يجب أن تُقلق، بل ان صدها هو ما يقلق. تدفق الجداول الثقافية المغذية في النهر النوبي خلال القرن التاسع عشر، لم يكن بالدرجة الكافية، وعليه تجمد المجتمع النوبي وضعف في القرن العشرين وان كان بها بقايا قوي داخلية منعت عنها الانهيار الكامل، ولتلافي هذا العيب، نري أنه من الاجدي للجميع ان يعود النوبيون اولاً الي نوبتهم، ثم ينضم اليها الكثير من شتي انحاء الجمهورية، لتنشأ ثقافة نوبية نوعية طعمت بمدد متنوع يكفل لها ثبات التواجد القوي. إذن ثقافتنا النوبية ضعفت نتيجة لعزلة نسبية، وكل ثقافة تتخندق تكتب علي نفسها الخنق، وكل ثقافة تنكفئ علي ذاتها، تكتب علي نفسها التحجر والتخلف، فيتخطاها التاريخ ويعلو بغيرها، وتدفنها الجغرافيا وتستقبل غيرها. النوبة كمكان ومكانة لها أهميتها، وفي نفس الوقت هي جسر مصري للجنوب الأهم بالنسبة لأمن مصر القومي، النوبة هي المدخل الثقافي الرئيسي لأمم حوض النيل، هي أهم بنود القوي الناعمة المصرية وبدون تواجد حلقة النوبة العفية لا تواصل امثل مع السودان وبالتالي لا تواصل مع شعوب المنابع، فلا نتفاهم ونتكامل مع السودان الا بحل القضية النوبية انسانيا ومصريا وسودانيا، اما التغافل والوثب علي المنطقة النوبية، فهذا غباء مؤلم ومحض غثاء مآله الفشل والإضرار بالاستقرار الداخلي وتحطيم جسور العبور الثقافي الاقتصادي الآمن الي المنابع النيلية، لذا فالمسألة النوبية تحتاج الي تضافر العقول المصرية لتفكر وتخطط وتنفذ، بعيداً عن بلاهة موظفي الحكومة المتسببين في بلاءات التهجير الأربعة. حجاج أدّول </TD></TR> <TR> <td style="WIDTH: 3%; HEIGHT: 21px" vAlign=top align=right></TD></TR></TABLE>
|
| |
|